حدثنا محمد بن رافع حدثنا عبد الرزاق حدثنا معمر عن همام بن منبه قال هذا ما حدثنا أبو هريرة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم فذكر أحاديث منها
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن الله قال إذا تلقاني عبدي بشبر تلقيته بذراع وإذا تلقاني بذراع تلقيته بباع وإذا تلقاني بباع أتيته بأسرع
صحيح مسلم بشرح النووي
قوله تعالى في رواية محمد : ( وإذا تلقاني بباع جئته أتيته )
هكذا هو في أكثر النسخ : ( جئته أتيته ) وفي بعضها ( جئته بأسرع ) فقط , وفي بعضها ( أتيته ) وهاتان ظاهرتان والأول صحيح أيضا والجمع بينهما للتوكيد , وهو حسن لا سيما عند اختلاف اللفظ . والله أعلم .
أبي هريرة قال
كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يسير في طريق مكة فمر على جبل يقال له جمدان فقال سيروا هذا جمدان سبق المفردون قالوا وما المفردون يا رسول الله قال الذاكرون الله كثيرا والذاكرات
صحيح مسلم بشرح النووي
" 6223 "
قوله : ( جبل يقال له جمدان )
هو بضم الجيم وإسكان الميم .
قوله صلى الله عليه وسلم : ( سبق المفردون قالوا : وما المفردون يا رسول الله ؟ قال : الذاكرون الله كثيرا والذاكرات )
هكذا الرواية فيه : ( المفردون ) بفتح الفاء وكسر الراء المشددة , وهكذا نقله القاضي عن متقني شيوخهم , وذكر غيره أنه روي بتخفيفها وإسكان الفاء , يقال : فرد الرجل وفرد بالتخفيف والتشديد , وأفراد , وقد فسرهم رسول الله صلى الله عليه وسلم بالذاكرين الله كثيرا والذاكرات , تقديره : والذاكراته , فحذفت الهاء هنا كما حذفت في القرآن لمناسبة رءوس الآي , ولأنه مفعول يجوز حذفه , وهذا التفسير هو مراد الحديث , قال ابن قتيبة وغيره : وأصل المفردين الذين هلك أقرانهم , وانفردوا عنهم , فبقوا يذكرون الله تعالى , وجاء في رواية : ( هم الذين اهتزوا في ذكر الله ) أي : لهجوا به وقال ابن الأعرابي : يقال : فرد الرجل إذا تفقه واعتزل وخلا بمراعاة الأمر والنهي .